السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصايا في ليلة الزفاف
لفضيلة الشيخ محمد حسان _ حفظه الله
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
ان
الحمد لله تعالي نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالي من شرور
أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهد الله تعالي فلامضل له ومن يضلل فلا هاد له,
وأشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله,
اللهم صل وسلم وزد وبارك علي نبينا وحبيبنا محمد وعلي آله وأصحابه وأحبابه
وأتباعه, وعلي كل من اهتدى بهديه واستني بسنته واقتفي أثره الي يوم الدين,
أما بعد:
فمرحبا مرحبا بكم أيها الأحبة ومرحبا بأخواتنا الفضليات في هذة
الليلة الطيبة المباركة, وفي هذا العرس المبارك إن شاء الله تبارك وتعالي,
نسأل الله جل وعلا بداية بأسمائه الحسنى وصفاته العلي أن يبارك للعروسين
وأن يبارك عليهما وأن يجمع بيتهما في خير, غنه ولي ذلك ومولاه, وهو علي كل
شي قدير.
أيها الأحبة في الله لقد علم أعداء ديننا أن المرأة من اعظم
أسباب القوة في المجتمع الإسلامى فراحوا يدبرون لها المؤامرات,ويتاجرون بها
في سوق الشهوات والندوات, وأرادوا أن يزجزا بها إلي هذا المستنقع الآثم
مستنقع المعصية والرزيلة, ولقد صرح بها أحدهم صريحة واضحة كوضوح الشمس في
رابعة النهار, حيث قال "كأس وغانية يفعلان في تحطيم الأمة المسلمة مالا
يمكن أن يفعله ألف مدفع, فأغرقوها بحب المادة والشهوات", أي أغرقوا الأمة
المسلمة في حب المادة والشهوات.
نعم أيها الأحبة لقد عز علي هؤلاء ان
تجود المسلمة من جديد علي أمتها بالعلماء العاملين والمجاهدين الصادقين كما
جادت المراة المسلمة علي أمتها من قبل يوم أن تربعت علي عرش حياءها تهز
المهد بيمينها, وتزلزل عروش الكفر بشمالها, عز علي أعداء ديننا أن ترجع
المرأة المسلمى لتتبوأ مكانتها التى أرادها الله جل وعلا لها, وأرادها لها
الإسلام, وأرادها لها محمد صلى الله عليه وآله وسلم, فتعالوا بنا أيها
الأحبة لنلقي نظرة سريعة علي المرأة المسلمة علي بنت الإسلام, علي أصل العز
والشرف التى رباها الإسلام بهدى القرآن علي يد من كان خلقه القرآن الذي
رباه الله ليربي به الدنيا _بأبي هو وأمي_ صلى الله عليه وآله وسلم .
وحتى لاينسحب بساط الوقت من تحت أقدامنا؛ فسوف ألخص الحديث في عدة عناصر:
أولا: ليلة هانئة وعيشة راضيه.
ثانيا: وصية أم لابنتها في ليلة زفافها.
ثالثا: وصيتى للشباب.
رابعا: وصيتى للآباء الكرام والأمهات الكريمات.
فتعالوا بنا لنبدأ بالليلة الهانئة نسأل الله جل وعلا أن يهنئنا وإياكم بطاعته, وأن يرضينا وإياكم بالإسلام والإيمان.
ليلة هانئة وعيشة راضية:
يحدثنا
التاريخ أيها الأحبة أن شريح القاضي قابله الشعبي ذات يوم, وأنت تعلمون من
هو شريح, إنه شُريح بن شُراحيل أو شُرحبيل الذي ولاه عمر بن الخطاب رضي
الله عنه قضاء الكوفة ومكث عليه ستين سنة, وضُرب بعدله المثل, شريح القاضي
_رحمه الله_ قابله الشعبي يوما, والشعبي كما قال مكحول هو أعلم التابعين,
وُلد سنة 28 من الهجرة, وقال عنه مكحول ماأعلم أحدا أعلم من الشعبي,
ولشُريح والشعبي ترجمة طويلة في سير أعلام النبلاء في المجلد الرابع, من
أراد أن يراجعها فيراجعها هناك.
لقي الشعبي شُريحا وسأله
قال الشعبي: كيف حالك ياشُريح؟
فقال شريح: بخير حال.
فقال الشعبي: كيف حالك مع أهلك؟. اي كيف حالك مع زوجك.
فقال شريح: والله ياشعبي منذ عشرين سنة لم أر من زوجى مايغضبنى قط.
لا
إله الا الله, منذ عشرين سنة لم ير من زوجته مايغضبه قط, فتعجب الشعبي
_رحمه الله_ وقال: ياشُريح منذ عشرين سنة لم تر من زوجتك مايغضبك قط.
قال: نعم.
قال: كيف ذلك؟
فقال
شريح: والله ياشعبي منذ أول ليلة دخلت فيها علي زوجتى, رأيت فيها حسنا
نادرا وجمالا باهرا, فقلت أصلي ركعتين شكرا لله عز وجل, فلما صليت وسلمت
رأيت زوجتى تصلي بصلاتى وتسلم بسلامى, فلما انفض الأصدقاء والأهل والأحباب
قمت اليها ومددت يدي نحوها _ استمعو أيها الأحباب واستمعن أيتها الفضليات
ماذا قالت هذة المرأة المسلمة التى رباها الإسلام بهدى القرآن علي هدى محمد
صلى الله عليه وآله وسلم , ماذا قالت هذة المرأة في ليلة زفافها لزوجها_
يقول شريح للشعبي: "مددت يدي نحوها فقالت لي علي رسلك ياأبا أمية, انتظر
قليلا, يقول ثم جلست فقالت: أحمد الله وأستعينه وأستغفره, وأصلي وأسلم علي
محمد وآله وبعد:
أبا أمية إنى امرأة غريبة عليك, لاعلم لي بأخلاقك فبين
لي ماتُحبه فآتيه وماتكرهه فأتركه, أبا أميه لقد كان لك من نساء قومك من
هي كفؤ لك فتتزوجها, وكان لي من رجال قومى من هو كفؤ لي فأتزوجه, اما وقد
قضي الله أمرا كان مفعولا وملكت فلتصنع ماأمرك الله به -( فَإِمْسَاكٌ
بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)- [البقرة/229] , أقول قولي هذا
واستغفره الله لي ولك.
لا إله إلا الله يالها من خطبة عصماء, هاهي
المسلمة ايها الأحباب يوم أن تسربلت بسربال الإسلام, ويوم أن تخلقت بأخلاق
اعظم دين ارتضاه الله جل وعلا للبشرية كلها, كما قال ربنا تبارك وتعالي "
أعوذ بالله الشيطان الرجيم" -( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
)- [المائدة/3], ارتضاه الله جل وعلا للبشرية دينا, -(إِنَّ الدِّينَ
عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ
يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)- [آل
عمران/19], هاهي المرأة ايها الأحباب, هاهي المسلمة تقول لزوجها "إنى امراة
غريبة عنك فبين لي ماتحب فآتيه وماتكرهه فأتركه, لقد كان لك من نساء قومك
من هي كفؤ لك, وبالفعل كان لي من رجال قومى من هو كفؤ لي, أما وقد قضي الله
أمرا كان مفعولا وملكت فاصنع ماأمرك الله به -( فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ
أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)- [البقرة/229], أقول قولي هذا واستغفره الله
لي ولك" .
يقول شريح: فأحوجتنى والله إلي الخطبة في ذلك الموضوع, فجلست
وحمدت الله عز وجل وقلت احمد الله وأستعينه وأستغفره وأصلي وأسلم علي رسوله
وبعد:
فإنك قلت كلاما إن ثبتى عليه يكن ذلك حظك, وإن تدعيه يكن حجة عليكِ, أما إنى أحب كذا وكذا, وأكره كذا وكذا.
فردت المرأة المسلمة التقية النقيه وقالت: ياأبا أمية فما تحب من زيارة أهلي؟.
فقال لها: لاأحب أن يملنى أصهاري.
فقالت له: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك.
فقال لها: دار فلان قوم صالحون, وبنو فلان قوم سوء.
يقول شريح للشعبي: فبت معها بأنعم ليلة ومكثت عنها عشرين عاما لم أر منها مايُغضبنى قط إلا مرة واحدة, وكنت لها ظالما.
قلتُ: يالها من عيشة هانئة, يالها من ليلة هانئة وعيشة راضية, وصدق من قال:
رغيف خبز ساخن تأكله فى زاوية ..
وكوز ماء بارد تشربه من صافية ..
وغرفة نظيفة نفسك فيها هانية ..
وزوجة مطيعة عينك عنها راضية ..
وطفلة جميلة محفوفة بالعافية ..
واختارك الله له حتى تكون داعية ..
خيراً من الدنيا وما فيها وهى لعمرى كافية ....
ثانيا: وصية أم لابنتها في ليلة زفافها:
واسمعوا
معي أيها الأحبة, واستمعن معي أيتها الفضليات إلي هذة الوصية التى ينبغي
أن تُنقش في القلوب وأن تُسطر بماء الذهب, خلت الأم العاقلة البليغة أمامة
بنت الحارث بابنتها أم إياس بنت عوف الشيبانى فى ليلة زفافها وأهدت إليها
هذه الوصية الغالية.
فانتبهوا معى أيها الأحباب وانتبهن أيتها الأخوات الفضليات والأمهات الكريمات
قالت الأم لأبنتها: أى بنيه إن الوصية لو تُركت لفضل أدب لتركت ذلك لك, ولكنها تذكرة للغافلة ومعونة للعاقلة.
أى
بنيه: لو أن امرأة استغنت عن الزوج، لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها، لكنت
أغنى الناس عن زوجك، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال.
"أى
بنيه: إنك فارقت الجو الذى منه خرجت، وخلفت العيش الذى فيه درجت، إلى وكر
لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكونى له أمة يكن لك عبداً, واحفظى له خصالاً
عشراً تكن لك ذخراً.
أما الأولى والثانية:
فالخضوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة."
(اسمعوا إلي هذة الوصايا الغالية التى توصي بها الأم ابنتها في ليلة زفافها وعرسها)
"أما الأولى والثانية:
فالخضوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة:
فالتفقد لمواقع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة:
فالتفقد لوقت منامه وطعامه. فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة:
فالاحتراس بماله والإرعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر فى المال حسن التدبير وفى العيال حسن التقدير.
وأما التاسعة والعاشرة:
فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً فإنك إن عصيت أمره أوغرت صدره ، وإن أفشيت سره لم تأمنى غدره.
ثم وإياك والفرح بين يديه إن كان مغتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً".
أسمعتم أيها الأحباب, أسمعتم إلي هذة الوصية الغالية التى ينبغي أن
تنقش في القلوب, والتى ينبغي أن تقف عليها كل امرأة مسلمة تريد أن تعيش مع
زوجها عيشة راضية مطمئنة يرضاها الله ويرضي عنها رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم , قلت "ووالله من كانت هذة هي اخلاقها فهي من أهل الجنة, والدليل
علي ذلك مارواه النسائي والطبرانى في الصغير والأوسط, والحديث لشواهده حسن
كما حسنه شيخنا الألبانى, وللأمانة العلمية فإن رجال هذا الحديث رجال ثقات
إلا إبراهيم بن زياد القرشي, قال الإمام المنذري في الترغيب والترهيب "إنى
لم أقف فيه علي جرح ولاتعديل", الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال "نساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العئوود على زوجها (نساؤكم من أهل
الجنة الودود الولود العئوود على زوجها أى بالنفع والخير) التى إذا غضب
زوجها جاءت حتى تضع يدها فى يده وتقول لا أذوق غُمضا حتى ترضى". لا أذوق
نوما حتى ترضي.
الله أكبر إنها المرأة المسلمة التى تربت في حضن
الإسلام, وبهدى القرآن, وعلي يد من كان خلقه القرآن, بأمى هو وأمى صلى الله
عليه وآله وسلم "نساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العئوود على زوجها (أى
بالنفع والخير) التى إذا غضب زوجها (ماهجرت فراشه وماتركت داره, وإنما
مكثت في دار زوجها, وذهبت بقدميها بابتسامة عريضة يشع من بينها ضوء الشمس
ونظرت الي زوجها بعد ما وضعت يدها في يده وهي تقول والله لاأنام والله)
لاأذوق غُمضا حتى ترضي".
هذة هي المرأة الصالحة التى هي من أهل الجنة كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
ثالثاً: وصيتى للشباب عامة والأزواج خاصة:
ثالثا أيها الأحباب حتى لاأطيل عليكم وصيتى للشباب هي وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم للشباب وهي التى وردت في الحديث
الصحيح
الذى رواه البخارى ومسلم قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم : " يا معشر
الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج, فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج فمن لم
يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" .
هذة وصية النبي لكم أيها الشباب صلى
الله عليه وآله وسلم , من يسر له الله جل وعلا المعونة والباءة وتكاليف
الزواج والقدرة علي ذلك فليسرع, فإن في الزواج عفة, وغن في الزواج حصنا,
وإن في الزواج ستر وعفة وعفاف, "من استطاع من كم الباءة فليتزوج, فإنه أغض
للبصر وأحصن للفرج, فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" أي وقاية, يقه
الله تبارك وتعالي بالصوم من وساوس الشيطان, ومن مداخل الشيطان, نسأل الله
جل وعلا أن يحفظ شباب المسلمين, وأن يجعلهم زخراً لهذا الدين.
رابعا: وصيتى للأباء والأمهات.
وهذة
الوصية نحن في أمس الحاجة إليها في هذة الأيام ألا وهي عدم المغالاة في
المهور, وعدم الإسراف في نفقات الزواج وتكاليف الزواج, لأن والله هذة
الأمور تمحق بركة الزواج أيها الأحباب, وإن هذة الكثرة الكاثرة من شبابنا
ومن فتياتنا, إن هذة الجريمة يتحمل وزرها الأكبر الأباء والأمهات بمغالاتهم
في المهور, ومغالاتهم في النفقات, وإسرافهم في نفقات وتكاليف الزواج,
وإرهاقهم لهذا الشاب الذي هو في مقتبل عمره, وفي مقتبل حياته, وأنا أقول إن
التخفيف في نفقات الزواج إنما هي من اعظم بركات الزواج كما قال النبي صلى
الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده والحاكم في
المستدرك ورجاله ثقات إلا عيسي بن مأمون قال فيه البخاري منكر الحديث,
ورواه ابن حبانة من طريق آخر بسند حسن من حديث عائشة رضي الله عنها أن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة".
"إن
أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة", أسأل الله تبارك وتعالي بأسماءه الحسنى
وصفاته العلي أن يبارك في شباب المسلمين, وأن يبارك في نساء المسلمين, وأن
يبارك للعروسين في هذة الليلة, وأن يجمع بينهما في خير إن شاء الله, وأسأل
الله تبارك وتعالى أن يجزيكم خير الجزاء, وأن يجعل هذة الخطوات في سجل
حسناتكم يوم لاينغع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم وصلي الله وسلم
وبارك علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
هَلْ
أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا
مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ
نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ
السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) إِنَّا أَعْتَدْنَا
لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4) إِنَّ الْأَبْرَارَ
يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ
بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ
بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7)
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8)
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً
وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا
قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ
وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً
وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ
فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا
وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ
مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ (15) قَوَارِيرَ مِنْ
فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ
مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ
حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ
نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ
وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ
شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ
سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ
تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ
آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا
(25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)
إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا
ثَقِيلًا (27) نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا
شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ
فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ
إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30)
-(يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ
عَذَابًا أَلِيمًا(31)- [الإنسان من 1_31]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرجمن الرحيم
-(
إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ
لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23)
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ
بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ
الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ
مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ
بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ
خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا
أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ
ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
عَلِيمٌ (28) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ
مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا
تَكْتُمُونَ (29) قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ
وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ
بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ
إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى
جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ
آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ
أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ
أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ
الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ
النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ
مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا
الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى
مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا
فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
(32) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى
يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ
مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ
خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا
تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا
لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّهنَّ فَإِنَّ
اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33) وَلَقَدْ
أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ
خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34) اللَّهُ نُورُ
السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ
الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ
يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا
غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ
عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ
الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35))- [النور من
23_35].